القدس – دائرة الاعلام بالاتحاد : المشاركة الاسيوية للفدائي الفلسطيني ما لها وما عليها بعد ثلاث مباريات خاضها المنتخب الفلسطيني واحتل فيها المركز الثالث في مجموعته ، هذا حوار مع المحلل والناقد ،المدرب عبد الفتاح عرار الذي قال :
قبل أن أبدأ بالحديث عن المشاركة الآسيوية، لا بد من كلمة حق للجماهير الفلسطينية التي ساندت الفدائي ولكل من وقف مع المنتخب بالخسارة قبل الفوز لأننا نخوض رحلة طويلة ليس من السهل أن نحقق أهدافنا من مشاركة أو اثنتين.وعلينا أن نستفيد من هذه المشاركة التي جاءت بالمجمل أفضل من سابقتها.
ففي استراليا لم نحصد أية نقطة وتلقينا 11 هدفا وسجلنا هدف وحيد. أما في الإمارات فقد اكتسب منتخبنا الاحترام رغم العقم الهجومي الذي كان سببا مباشرا في تضاؤل الحظوظ بالتأهل المبكر.
وقال عرار : حصل الفدائي على نقطتين وتلقى ثلاثة أهداف، تعادل مع سوريا التي تمتلك 17 لاعبا محترفا في أقوى الدوريات العربية والأجنبية، خسارة منطقية أمام بطل آسيا بثلاثية نظيفة نظرا للفارق الشاسع في الإمكانيات والمستوى وهذا طبيعي في كافة البطولات القارية والعالمية ومن ثم تعادل مع منتخب الأردن المتطور والذي خاض اللقاء بهدوء وبأعصاب باردة نظرا لتأهله المبكر.
وعن الجماهير التي زحفت لمساندة الفدائي قال :كل الشكر والمحبة للآلاف بل الملايين التي تابعت الفدائي والتي كانت قلوبها معلقة معه بالرغم من النقد الذي وجهه عددا منهم و من وجهة نظري دائما الجماهير على حق لأنها تأمل أن يكون منتخبها الأفضل ولكن النقد البناء هو الأسلوب الأنجع لتوجيه المنظومة نحو الاستفادة من العبر والدروس والسعي لمعالجة الأخطاء.
وبخصوص اللاعبين والطواقم قال عرار : لم يكن هناك تقصير من لاعب أو مدرب أو إداري وكل بذل قصارى جهده وكان يأمل ما يتمناه الآخرون لان استفادته مزدوجة فهو سيحقق انجاز للوطن وآخر شخصي. من هنا فلا بد من الإشادة بجهود كافة أفراد المنظومة التي عملت بجد واجتهاد وسعت فنافسنا حتى الرمق الأخير ولم نكن محطة عبور كما كان يتوقع العديد من المحللين، بل كان الفدائي فدائيا حتى صافرة النهاية وهذه هي قدراتنا في ظل وجود دوري حتى الآن لم يرتقي لمستوى إعداد منتخب منافس قاريا.
ثم تحدث عرار عن الناحية الفنية فقال :أما من الناحية الفنية، فقد ظهرنا في كل من مباراة سوريا والأردن بتنظيم دفاعي مميز وأخطاء فردية أمام استراليا بالإضافة لفارق الإمكانيات وربما ما يؤخذ على خط الدفاع هو تراجعه المبالغ فيه للمنطقة الخلفية الأمر الذي أثر على خطي الوسط والهجوم. الانضباط التكتيكي والتطور في الانضباط السلوكي في خط الوسط كان حاضرا ويؤخذ على خط الوسط تغليب النزعة الدفاعية على الهجومية.
أما الخط الأمامي فهو مشكلة كنا قد تحدثنا عنها قبل البطولة بعد المباريات الودية ومن الطبيعي إن لم تسجل فستتلقى وهو بحاجة للتطوير على مستوى الدوري والمنتخبات لقلة الخيارات باعتبار مهاجم الصندوق عملة نادرة بالإضافة لما أسلفت عن تراجع خط الدفاع للثلث الأخير وتغليب المهام الدفاعية لخط الوسط على المهام الهجومية الأمر الذي صعب من مهمته.
وفي نهاية حديثه قال :الفدائي حظي باحترام جماهيره ومتابعيه رغم أن الأماني والتطلعات كانت ترنو إلى التأهل رغم أن مجموعتنا هي الأقوى والأكثر تعقيدا بدليل أن المصنف رابعا فيها هو من تصدرها. نعم الفدائي بجهازه الفني والإداري والطبي والإعلامي ولاعبيه وكادره كان على قدر المسؤولية وسيبقى مصدر وحدة والتفاف وحمل على أكتافه قضية وطن وحمله ثقيل، ولا بد أن نعي وندرك جيدا أننا نتقدم ببطيء وهذا طبيعي والمطلوب أن نقوم بتقييم المشاركة والاستفادة من الأخطاء ومعالجتها لأننا مقبلين على ما هو أصعب وإن لم نحقق آمالنا في هذه البطولة فمن الممكن أن نصل إليه في القادم. ولكن هذا يتطلب المحافظة على مساندة الفدائي ومنظومته ووضع خطط تعالج الأخطاء، وما من منتخب تأهل في بداياته لبطولة ما وحصد لقبها.
لقد حققنا في هذه المشاركة ما عجزت عنه دول كثيرة تعيش حالة من الاستقرار ولديها الإمكانيات المالية واللوجستية التي تفوق ما يمكن أن يكون لدينا حتى بعد عقود من الزمن سنعزف فدائي مجددا وسننتصر نحن فلسطين.
